أي لا تحصل محبة الله للعبد إلا بذلك، وقال ابن عباس: «وقد صارت عامة موالاة الناس للناس من أجل الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله
شيئًا».
وهذا في زمن ابن
عباس، فكيف في وقتنا هذا وقت غربة الدين؟! حتى إنهم يحاولون أن يزيلوا الفوارق بين
المسلمين والكفار، ويقولون: كلهم بنو آدم، وكل له حريته في دينه وعقيدته.
فنقول: هو على
عقيدته ودينه الذي اختاره لنفسه، ولكن نحن منه براء، فنحن نبرأ منه، ولا نبرر ما
هو عليه، ولا نقول: له الحرية مطلقا فهو عبد الله، ليس له الحرية عن دين الله عز
وجل ل فدين الله فيه الحرية من عبودية من سواه، ولا بأس أن تكون له الحرية في
تصرفه وفي أمواله، في حدود المباح، أما الحرية في العقيدة فإن الله لا يقبل من
الخلق جميعًا إلا عقيدة التوحيد، ولا يرضى غير الإسلام، قال تعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ
دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].
فهذا هو باب الولاء
والبراء الذي ينبغي دراسته والعناية به، والتمشي على منهجه بين المسلم والكافر حتى
لا يتميع هذا الدين وتضيع العقيدة ويتساوى الناس، ويختلط الكفر بالإيمان.
4- الولاء والبراء
حد فاصل بين الكفر والإيمان:
فالله جل وعلا ميز
بين المسلمين والكفار في الدنيا، وفي البرزخ، وفي الآخرة:
1- ففي الدنيا: لا يجوز للمسلمين أن يوالوا الكفار، ولا أن ينساقوا معهم، ويتميعوا معهم، بل يكون مجتمع المسلمين منعزلا عن الكفار في منهجه، وفي عقيدته، وفي جميع شؤونه.