×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

وقال: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ [البقرة: 14]، فلا نغتر بتملق الكفار لنا وإظهار الصداقة لكن لا بأس أن نستفيد من خبراتهم ومنتجاتهم، وتجارتهم، ولكن من ناحية الدين نعمل بقوله تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ١لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ ٢وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٣وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ ٤وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٥لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ ٦ [الكافرون: 1- 6].

فنحن وإن تعاملنا معهم في مصالح الدنيا والتي ننتفع منها، نشتري منهم الأسلحة والمعدات، ونتعلم منهم الصناعات، لكن نظل في ديننا وعقيدتنا وإيماننا منحازين مبتعدين عنهم تماما، ﴿لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ هذا هو المنهج الذي يسير عليه المؤمن.

3- محاولة طمس الولاء والبراء:

والآن هناك من يحاول طمس باب الولاء والبراء ويسميه باب الكراهة، أو كراهة الآخر، فنقول: ليكن الأمر كذلك، فالله يبغض الكفار وأمرنا ببغضهم، ونحن نبغضهم لأنهم أعداء الله، فنحن أعداء لهم، وفي الأثر عن ابن عباس: «من أحب في الله وأبغض في الله ووالي في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك» ([1])، فمن يحب في الله وليس لأجل الدنيا، بحيث يحب من يعطيه ويبغض من لا يعطيه، بل يحب في الله، ويبغض: في الله، ولا يبغض بحسب هواه ومطامعه، وإنما يبغض في الله عز وجل من أبغضه الله، هذا معنى: «والى في الله وعادل في الله»، أي: لا توالِ ولا تعادِ لأجل الدنيا وإنما وال وعاد في الله عز وجل، قال: «فإنما تُنال ولاية الله بذلك»،


الشرح

([1])  أخرجه: الطبراني في الكبير رقم (13537) عن ابن عمر رضي الله عنهما.