الولاء والبراء أصل من أصول العقيدة الإسلامية:
فالولاء والبراء باب
عظيم ينبغي معرفته، وهو من أصول العقيدة، لا تقوم العقيدة إلا به، قال سبحانه
وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [الأنفال: 72]، ثم
قال: ﴿إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن
فِتۡنَةٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادٞ كَبِيرٞ﴾ [الأنفال: 73]، أي:
إذا لم يحصل الولاء بين المسلمين؛ فإنها تكون فتنة، وذلك بأن الكفر ينتقل إلى
المسلمين، فيفتتنون في دينهم وعقيدتهم، لأن النفوس مولعة بالتشبه وجلب العوائد
والأفعال الغريبة والإعجاب بحضارة الكفار، فتحصل الفتنة إذا فقد البراء من الكفار،
﴿إِلَّا تَفۡعَلُوهُ﴾ يعني: الولاء
والبراء، ﴿تَكُن فِتۡنَةٞ
فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ أي: فتنة في الدين والعقيدة، والإيمان، وعدم التمييز
بين المسلم والكافر، بدعوى أن الكل إنسان!، ﴿وَفَسَادٞ
كَبِيرٞ﴾ أي: فساد في الأرض، يختلط الإيمان بالكفر، وتتساوى
الأديان: الملحد مع اليهودي مع النصراني مع المجوسي مع الدهري مع المسلم والمشرك
مع الموحد، يختلط هذا بذاك، ويصعب التمييز بين المسلم والكافر، في حين أنه بالولاء
والبراء يكون المؤمنون بعضهم أولياء بعض، ويكون الكفار بعضهم أولياء بعض، ولا
موالاة بين الفريقين.
ثم من العجيب أن من المسلمين من يحب الكفار، في حين أن الكفار لا يحبوننا أبدًا، وأبغض ما يرون على وجه الأرب عندهم المسلمون، قال تعالى: ﴿هَٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ [آل عمران: 119].