×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 1- تعريف الأمن:

والأمن ضد الخوف، وهو أن يأمن الإنسان على دينه، ويأمن على نفسه، وأهله، وماله، وأن يأمن على مجتمعه في حله وترحاله، وفي إقامته وأسفاره، فالأمن نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، وقد جاء الأمن مع الدين ولله الحمد، فقد كانت العرب والجزيرة العربية في قلق واضطراب وفوضى، يتحكم بها الأعداء من الروم والفرس وغيرهم من الأمم، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم جاء معه الأمن والاستقرار ولله الحمد.

قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٠٢وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠٣ [آل عمران: 102- 103].

وقد حصل هذا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمر ولله الحمد وسيستمر ما بقي هذا الدين، وإن فقد في ناحية بسبب أهلها، فإنه سيبقى في ناحية أخرى، قال تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38]، فإذا رجع المسلمون إلى دينهم؛ أرجع الله لهم الأمن والاستقرار، فالأمن يدور مع هذا الدين؛ حيثما حل هذا الدين حل الأمن، وحيثما ضعف هذا الدين أو فقد ضعف الأمن أو فقد.


الشرح