3- الإيمان:
ومن معالم منهج أهل
السنة والجماعة في الإيمان اعتقاد أن الله حق واجب عليهم، وهو: عبادته وحده لا
شريك له، والرسول له حق، وهو: معرفة رسالته، واعتقاد نبوته عليه الصلاة والسلام،
ومحبته واتباعه والاهتداء بهديه.
ولهذا يقول الإمام
ابن القيم رحمه الله:
لله حق ليس لعبده |
ولعبده حق هما
حقان |
لا تجعل الحقين
حقًّا واحدًا |
من غير تمييز ولا
فرقان |
فلا يخلط بين حق
الله، وحق الرسول بل كل يعطى حقه اللائق به.
وأهل السنة والجماعة
يقولون: الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص
بالمعصية.
هذا هو الإيمان عند
أهل السنة والجماعة، فليس قولاً باللسان فقط؛ لأن ذلك دين المنافقين الذين يقولون
بألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وهم في الدرك الأسفل من
النار ولن تجد لهم نصيرًا، وهم يشهدون للرسول أنه رسول الله بألسنتهم. قال تعالى: ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ
قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ
وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ ١ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ
جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ
٢﴾ [المنافقون: 1- 2].
وأهل السنة والجماعة لا يقولون: إن الإيمان الاعتقاد بالقلب فقط دون النطق باللسان، والعمل بالجوارح، كما تقوله المرجئة الذين يرون أن: الإيمان هو التصديق بالقلب، وإن لم ينطق بلسانه، ولم يعمل بجوارحه.