وقال تعالى: ﴿هُمۡ لِلۡكُفۡرِ
يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ﴾ [آل عمران: 167]:
فدل على أنه يكون هناك مؤمن قريب من الكفر لضعف إيمانه. وقال صلى الله عليه وسلم: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أو بِضْعٌ
وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ،
وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ
الإِيمَانِ» ([1])؛ فدل على أن
الإيمان درجات: له مستوى أعلى وبالمقابل له مستوى أدنى، فدل ذلك على أنه يزيد
وينقص.
4- محبة أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
ومن معالم منهج أهل
السنة والجماعة محبتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعًا، يحبونهم
ويجلونهم، ويقتدون بهم، ويحترمونهم، ولا يخوضون فيما جرى بينهم أيام فتنة ابن سبأ
اليهودي، بل يعتذرون لهم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ
أَحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِفَهُ» ([2])، وكما في قوله
تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ
مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ
ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾ [التوبة: 100] وكما قال تعالى في شأن المهاجرين: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ
ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ
ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ﴾ [الحشر: 8].
ثم قال: ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحَشر: 9]،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (35).