ثم قال في الذين جاؤوا من
بعدهم: ﴿وَٱلَّذِينَ
جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ
سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ
ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]. لا
كما تقول الرافضة -قبحهم الله-: اللهم العن أبا بكر وعمر، ويسبون الصحابة
ويكفرونهم.
فمن أصول أهل السنة
والجماعة: سلامة قلوبهم وسلامة ألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا
يبغض الصحابة إلا منافق، ولا يحبهم إلا مؤمن، لا يبغضهم إلا من كان يبغض الرسول
صلى الله عليه وسلم، ولا يحبهم إلا من يحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ
وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ
رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ
فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ
وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطَۡٔهُۥ فََٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ
فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ
وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا﴾ [الفتح: 29]، وقال تعالى: ﴿لَّقَدۡ
رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ
فَتۡحٗا قَرِيبٗا﴾ [الفتح: 18].
والآيات في مدح
الصحابة والثناء عليهم كثيرة في القرآن الكريم، مما يدل على مكانتهم وعلى أنهم هم
القدوة لمن جاء بعدهم؛ لأنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعلموا منه صلى
الله عليه وسلم، وجاهدوا معه وناصروه، ولأنهم نشروا دينه بعد وفاته صلى الله عليه
وسلم حتى بلغ المشرق والمغرب.
فقدموا أنفسهم
وأموالهم للجهاد في سبيل الله؛ حتى فتحوا البلاد، وأظهروا دين الله بين العباد،
فلا يبغضهم وينتقصهم إلا منافق يبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم.