وهذا بعض من آثارهم ومن أعمالهم الجليلة، فلا يبغض الصحابة إلا منافق، وما
أبغضهم لأنهم أخذوا منه شيئًا، أو أضروه بشيء، إنما أبغضهم لإيمانهم، ولمكانتهم في
الإسلام، فهو يبغضهم لأنهم هم الذين ناصروا وآوو الرسول صلى الله عليه وسلم
وجاهدوا معه ونشروا دينه، وحفظوا سنته، وبلغوها لأمته صلى الله عليه وسلم. وصبروا
معه على المشاق وتحملوا المتاعب في سبيل الله.
فلا يتنقص الصحابة
رضي الله عنهم إلا من أعمى الله بصيرته، ومن في قلبه نفاق وحقد وبغض لرسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
5- مرتكب الكبيرة
مؤمن قد يعذب بذنوبه ولا يخلد في النار:
ومن أصول أهل السنة
والجماعة في مسألة أصحاب الكبائر التي دون الشرك، أنهم مؤمنون ناقصو الإيمان،
وأنهم تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر لهم وإن شاء عذبهم بذنوبهم، ثم يخرجهم من
النار ويدخلهم الجنة، فمالهم إلى الجنة كما قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ
أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ
بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48].
فهم يرجون لهم المغفرة، ولا يكفرونهم، ولا يعطونهم الإيمان الكامل، بل يعطونهم مطلق الإيمان، وهو الإيمان الناقص الذي نقص بذنوبهم وسيئاتهم.