×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 وكما ذكرنا في تعريف الإيمان: إنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فهؤلاء ينقص إيمانهم بالمعصية، لكن لا نكفرهم كما تقوله الخوارج، ولا نقول إنهم في المنزلة بين المنزلتين أي بين الكفر والإيمان، كما تقوله المعتزلة، ولا نقول إنهم كاملو الإيمان، لا تضرهم المعاصي كما تقوله المرجئة، بل إن منهج أهل السنة والجماعة هو القول الفصل في أصحاب الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تؤيده الأدلة من الكتاب والسنة.

6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

كذلك من معالم منهج أهل السنة والجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عملا بقوله سبحانه وتعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ [آل عمران: 110].

وكما قال: سبحانه وتعالى ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [آل عمران: 104].

وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذَلِكَ أضعف الإيمان» ([1])، فلا بد من إنكار المنكر، فالمؤمن ينكر المنكر، لكن ينكره بحسب استطاعته، فإن كان يستطيع أن يزيله بيده أزاله بيده، وهذا إنما يكون لأهل الحسبة ومن ولاهم ولي الأمر من رجال الحسبة، فإنهم يزيلون المنكر بأيديهم إذا اقتضى الأمر، وكذلك صاحب البيت في بيته فإنه يزيل المنكر بيده من داخل بيته، لأن اله سلطة على أهل بيته، ولأن الرجل راع في أهل بيته، ومسؤول عن رعيته، فيزيل المنكر بيده.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (49).