×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 ولا تختلفوا عليه، حتى يستتب الأمن، وحتى يتم الأمر، وينقمع الأعداء، وتجتمع جماعة المسلمين، فلا تقوم الجماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة لولى أمر المسلمين.

ويلتزم أهل السنة والجماعة بالجهاد مع ولي الأمر، وكذلك يصلون وراءه الجمعة والجماعة وإن كان فاسقا، كما كان الصحابة يصلون خلف الأمراء، ولا يتخلفون عن الصلاة خلفه من غير عذر، وبحجة أنه عاص، فمهما بلغ بهم الأمر من التقصير واقتراف المعاصي التي دون الكفر فإنهم ليسوا كفارا، ولهذا لما ذكر صلى الله عليه وسلم ما يكون من الولاة في آخر الزمان من التغير والمخالفة، قَالُوا: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «لاَ، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ» ([1])، وفي الحديث الآخر: «إِلاَّ أَنْ تَرَوا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ الله فِيهِ بُرْهَانٌ» ([2]).

فهذا موقفهم ومنهجهم مع إمامهم، يسمعون ويطيعون له، ويصلون خلفه، ويجاهدون معه.

وتنعقد الولاية بمبايعة أهل الحل والعقد والبقية تبع لهم، أو بعهد ولي الأمر لمن بعده، أو بتغلبه على الولاية حتى انقاد الناس له، هذا نظام الإسلام في انعقاد الولاية، ليس بالانتخابات واختيار الشعب كلهم كما هو نظام الكفار اليوم ومن شابههم من المسلمين.

وأهل السنة والجماعة لا يسبون ولاة أمورهم في المجالس، أو في المحاضرات، أو في الخطب، وإنما يدعون لهم على المنابر يوم الجمعة وغيره بالصلاح والهداية؛ لأن في صلاح ولي الأمر صلاح للمسلمين،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1855).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (7056)، ومسلم رقم (1709).