فمن ولاية بعضهم لبعض أنهم يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، هذا من تولي
بعضهم لبعض، والدافع في ذلك هو المحبة لا العداوة أو الانتقام، حيث لا يترك المسلم
أخاه المسلم على المعصية وعلى الضرر وعلى طريق النار وهو يستطيع أن يحاول إنقاذه
بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن يكون ذلك وفق أصول بينها الرسول صلى الله
عليه وسلم، حسب الاستطاعة وحسب المقدرة، ولا يترك إنكار المنكر بحال من الأحوال،
فمن لا ينكر المنكر لا بلسانه ولا بيده ولا بقلبه؛ فهو ليس مؤمنا كما قال صلى الله
عليه وسلم: «وليس وراء لك من الإيمان حتى
خرد» ([1]).
7- السمع والطاعة
بالمعروف لولي أمر المسلمين:
ومن معالم منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع ولاة أمور المسلمين فإنه ينبني على السمع والطاعة بالمعروف. لما وعظ الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قالوا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع، فأوصنا. قال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كثيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ» ([2])، السمع والطاعة -وإن تأمر عليكم عبد-، أي: لا تحتقروا ولي الأمر، لأنه ليس المهم النظر إلى شخصه ولا إلى نسبه، وإن كان عبدًا وإنما المهم النظر إلى منصبه، وهو منصب الإمامة، فاحترموه وانقادوا له بالسمع والطاعة،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (50).