لذلك فحكومتنا الرشيدة من
عهد الملك عبد العزيز رحمه الله اهتمت بهذا الجانب، وأنشأت له المؤسسات التعليمية
في مختلف التخصصات؛ تقديرًا منها لحاجة الأمة إلى ذلك، وقد وكلت القيام على من
المؤسسات إلى أهل العلم كل في مجال اختصاصه دينا ودنيويا.
وقد خرَّجت هذه
المؤسسات التعليمية رجالاً قاموا بالعبء الذي أنيط بهم خير قيام عن كفاءة وجدارة
والحمد لله، وأنتم الان في مجالكم تواصلون هذه المهمة، وتشرفون على هذا المرفق
المهم، وتوجهونه ليأخذ طريقه الصحيحة، ويؤدي ثماره المرجوة، وأنتم على خير وفي عمل
صالح نافع؛ تؤجرون عليه مع سلامة القصد وصلاح النية، وكلكم -والحمد لله-، مؤهلون
وأصحاب مقاصد طيبة ونيات صالحة، والدليل على ذلك ما أثمر هذا التعليم وما أنتج؛
بناء على جهود القائمين عليه وأنتم منهم، ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية لما
فيه صلاح الإسلام والمسلمين.
إننا كما هو معلوم نعيش الآن في أيام -كما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم - فيها فتن كقطع الليل المظلم، قال صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ» ([1])، وقال: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ([2])، قِيلَ: يَا رسول الله، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» ([3])، وفي رواية: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ» ([4]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (118).