ودعاة الضلال وأعداء الأمة كلهم قد تضافرت جهودهم ضد الإسلام والمسلمين،
ولن يتوصلوا إلى مقصودهم إلا إذا أضلوا الشباب وصرفوهم عن الطريق الصحيح إلى
الطريق الفاسد؛ ليكونوا حربة في نحور الأمة، وذلك بصرف التعليم عن مجاله الصحيح
وجعل الإشراف عليه إلى من لا يحسنه أو من ساء قصده.
ولكن يأبى الله إلا
أن يتم نوره ولو كره المشركون، وهذا يستدعي ما القيام في وجه هذه التيارات
الخبيثة، والتنبه لها فإن الله جل وعلا يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذۡرَكُمۡ﴾ [النساء: 71]،
ويقول جل وعلا: ﴿وَأَعِدُّواْ
لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ﴾ [الأنفال: 60]، أي:
لأعدائكم من الكفار والمنافقين، فالله أمرنا بأخذ الحذر في القرآن، وأمرنا بإعداد
القوة؛ لأننا لا نواجه الأعداء مجردين من القوة، قوة العلم وقوة الإيمان ومجردين
من الاستعداد، فلابد من التهيؤ للقاء العدو بما يستدعيه المقام من استعداد كامل،
ولا شك أن أعظم مكائد الكفار هي الشبهات والأفكار الخبيثة المنحرفة؛ لأن الإنسان
إذا انحرف فكره ضل سعيه، وهم يركزون على تغيير أفكار الشباب، وعلى غسل أدمغتهم ثم
تعبئتها بالأفكار الخبيثة، وهذا ما شاهدناه، ونرجو الله أن ينتبه المسلمون، وأن
يكون هذا باعثًا على الاستيقاظ لمكائد الأعداء ومخططاتهم.
والتعليم هو السلاح العلمي الذي ينشى الرجال باختلاف تخصصاتهم النافعة، وأنتم القائمون على التعليم، وأنتم المسؤولون عنه، وأنتم -ولله الحمد- على مستوى المسؤولية، الله الله أن يؤتى الإسلام من قبلكم، تنبهوا ونبهوا، واحذروا وحذِّروا، وأعدوا الأسباب الواقية من هذا الغزو المدمر الذي يأتي عن طريق الفضائيات،