×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 وعن طريق الإنترنت، وعن طريق الصحافة، وعن طريق دعاة الضلال، وعن طريق الكتب والأفكار المنحرفة التي يسمونها بالتقدم والرقي والحضارة، ويصمون فيها الإسلام بأنه تأخر ورجعية، وأنه لعصور مضت... إلى غير ذلك، حتى القرآن قالوا حوله ما قالوا، وأرادوا أن يخرجوا بدله قرآنا محرفًا بديلاً عنه، كما لا يخفى علينا، وشككوا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وطعنوا فيها، وجهلوا العلماء، وغلطوهم ووصفوهم بصفات تقتضي كونهم لا يفهمون شيئًا، كل هذا وأشد منه موجه إلينا في عقر بيوتنا، ولن نتخلص منه إلا بالاستعانة بالله عز وجل، ثم بمعرفة هذه المخططات، ثم بتقديم العلاج النافع الذي يقضي عليها بإذن الله، وهذا موجود في كتاب ربنا، وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وفي هدي سلفنا الصالح، وعلينا أن نستمر على هذا الصراط المستقيم، كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153]، ولا نعرف الصراط المستقيم إلا بتعلم العلم النافع، وبه نعرف كيف نسير على الصراط المستقيم ونعرف ما يضاده من السبل المفرقة، وهي الأفكار الخبيثة والنحل الباطلة، ثم نعرف الخير ونعرف الشر، فنعرف الخير للعمل به، ونعرف الشر لتجنبه.

ولهذا كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه -صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: «كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُه عَنِ الشَّرِّ، مَخَافَةَ أَنْ يُدرِكَنِي» ([1])، فلا بد للإنسان أن يعرف الخير ويعرف ما يضاده، حتى لا يلتبس عليه الأمر فدعاة الضلال يسمون الشر خيرًا،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).