ويسمون الخير شرًّا،
والتعليم أنشئ من أجل أن يعرف الطلاب الخير ليتمسكوا به، ويعرفوا الشر ليتجنبوه
ويجنبوه غير هم.
وأنتم -والحمد لله-
تقومون على هذا المرفق المهم، فلا شك أن المرشد الطلابي يدرس مشاكل الطلاب التي
تعترضهم، وقد تحول بينهم وبين مواصلة طلب العلم، فيدرسها ويقدم لها العلاج، ثم
تزول هذه المشاكل -بإذن الله-، والمدرس يعلم الطلاب العلوم النافعة والأخلاق
الحسنة التي تعالج الشبه والأفكار المنحرفة؛ لأنها إذا عولجت انتهت بإذن الله،
مثلها مثل المرض إذا عولج فإنه يشفى منه بإذن الله، أما إذا رك فإنه يستفحل ويزيد،
والمدير يعالج مشاكل المدرسين التي تعترض طريقهم.
فأنتم -أيها
المرشدون- على ثغرة عظيمة في توجيه الطلاب، وتلمس مشاكلهم وما يعترضهم، من أجل أن
تقدموا لهم الحلول النافعة؛ حتى لا تتعطل المسيرة، وتتعرقل وسيلة الطلب، وهذا شيء
لا بد منه، فأنتم قائمون على مرفق مهم نسأل الله لكم السداد.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، في غزواته يسير في مؤخرة الركب، يتفقد المنقطع، ويتفقد المتعوق، ويصلح ما يعترض أفراد الجيش من المعوقات، فأنتم كذلك مثل القائد الذي يسير في مؤخرة الركب يتفقد المشكلات التي تعترض المسيرة لتأخذ طريقها، وأنتم القائمون على التوعية الإسلامية في هذه الإدارة المباركة توجهون الجميع بالمحاضرات والندوات واللقاءات مع المدرسين والطلاب، وتعرفون المشكلات التي تعترضهم، وتقدمون بالحلول الكفيلة بالتغلب عليها.