×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 فالتوعية الإسلامية: دعوة إلى الله عز وجل، وكل بحاجة إلى الله، لا سيما طالب العلم، والقائمون على التعليم، جميعهم بحاجة إلى التوعية وإلى الدعوة إلى الله عز وجل، وإن كانوا -والحمد لله- على قدر كبير من التأهيل ومن الاستعداد، لكن الإنسان بحاجة إلى التذكير، وقد يغيب عنه شيء فينبه عليه.

يقول الله جل وعلا: ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الذاريات: 55]، وبالتالي فإن كل القائمين على جهاز التعليم من وزير التربية والتعليم ومن مدير عام التربية والتعليم إلى مدراء المدارس إلى المدرسين إلى الموجهين إلى المرشدين إلى القائمين على التوعية؛ كلهم يتعاونون على مضي هذه المسيرة الطيبة، والإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ [المائدة: 2]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ([2])، فكل واحد منكم يؤدي عملاً جليلاً وإذا انضم عمله إلى عمل الآخرين تكونت الأمة، وتكون التعليم النافع والتوجه الصحيح، واندحر العدو، وانكشفت الشبهات، وزالت العقبات، ويكون ذلك بالتضافر والتعاون، وكل يؤدي ما وكل إليه بأمانة وإخلاص، فتلتقي الجهود وتتكاتف الأعمال الطيبة، فينشأ عن ذلك في الأمة، ويندحر عدوها، ولا يبقى له مجال يدخل منه ويشكك من خلاله.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (481)، ومسلم رقم (2585).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2586).