×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 أما الأمور الفردية فمن كان عنده علم وتقوى فهو يفتي فيها إذا كانت لا تقبل التأجيل والإحالة.

السؤال: ما أهمية جماعة المسلمين والاجتماع على الكلمة وما خطورة الخروج على جماعة المسلمين وكلمتهم؟

الجواب: قال الله جل وعلا: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا [آل عمران: 103]، فالواجب لزوم جماعة المسلمين والتعاون على الخير، وطاعة ولاة أمور المسلمين، وعدم التفرق والاختلاف، قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ [آل عمران: 105]، فلا يجوز التفرق في المناهج، أو في الجماعات، أو في الحزبيات، أو في المذاهب، بل لا بد من اجتماع الكلمة، وتوحيد المرجع في حل المشكلات. قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْركُوا به شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّه الله أَمْرَكُمْ» ([1]).

وحتى لو كان بيني وبينك خلاف في مسألة فقهية، قابلة للأخذ والرد والنظر، لا يجوز أن نتعادى، بل نحن إخوان وإن كان بيننا شيء من الخلاف في المسائل الفقهية، فهذا لا يضر، فعلينا أن نجتمع ولو اختلفنا في بعض الأمور التي لا تصل إلى حد الضلال، أو إلى حد الكفر أو اختلاف في العقيدة، وإنما هي أمور فرعية، ومسائل فقهية يدخلها الاجتهاد، فهذه لا يجوز لنا أن نتعادى وأن ننقسم أو أن نحدث شقاقا بين المسلمين بسببها. وعند العلماء: أن حكم الحاكم يرفع الخلاف فيها.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (8799).