فلا يمكن للمؤمن الذي عنده
علم من الكتاب والسنة، إلا أن يعرف قدر الصحابة، ويعرف ما قاله الله فيهم، وما
قاله الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله: «لاَ
تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنْ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا
بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1]). وقال الله جل وعلا
وفي وصفهم: ﴿مُّحَمَّدٞ
رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ
بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ
وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ
مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ﴾، هذه صفة الصحابة
في التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام، ﴿وَمَثَلُهُمۡ
فِي ٱلۡإِنجِيلِ﴾ الذي أنزل على عيسى عليه السلام، ﴿كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطَۡٔهُۥ
فََٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ
لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ﴾ [الفتح: 29].
فلا يغتاظ من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبغضهم إلا كافر بنص هذه الآية الكريمة، فلا يجوز لأهل السنة والجماعة أن يقع في قلوبهم شيء أو شك في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما هذا عند المنافقين، وعند الشيعة الرافضة الذين شرقوا بالإسلام والدين، وعلموا أن هذا الدين إنما جاءنا بنقل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما ظهر هذا الدين بجهاد صحابة رسول الله فأبغضوهم من أجل ذلك، من أجل أنهم جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده فأظهروا هذا الدين في المشارق والمغارب، ودعوا إليه وعلموه للناس فهذا الذي حملهم على بغض الصحابة، نسأل الله العافية.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3673)، ومسلم رقم (2540).