×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 واحده مستقيمة لا يضل، ولكن الإنسان الذي يسير وأمامه سبل كثيرة متعددة لا يدري أيها يتبع وأيها الصحيح، ولا يدري أيها الصواب، ولكن سبيل الله واضحة لا انقسام فيها ولا إعوجاج.

فالذي يريد السلامة والنجاة عليه بصراط الله عز وجل، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما سار عليه سلف هذه الأمة، قال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [التوبة: 100]، قوله: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ أي: الذين اتبعوا السلف من المهاجرين والأنصار بإحسان وصدق، بموافقة ومتابعة هؤلاء هم الناجون، السالمون من الانحراف.

وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم معنى هذه الآية فخط خطا، وخط على جانبيه خطوطا كثيرة، فقال عن الخط المعتدل: «هذا سبيل الله»، وقال عن الخطوط التي على جانبيه: «وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([1])، فكل المناهج والأفكار المخالفة المنهج الله عز وجل، فإنها سبل ضلال وعليها شياطين، والشياطين هم دعاة السوء من شياطين الإنس والجن، يدعون الناس إلى هذه المذاهب الهدامة، وهذه الأفكار المنحرفة، كل منهم يقول: تعال معنا، اتبع المنهج الفلاني، اتبع الجماعة الفلانية، فكل يدعوه، وأين يذهب المسكين، ولكن عندما تدعوه إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يتضح أمامه الحق، ويتوحد أمامه الطريق، قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا [النساء: 69].


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (4142).