×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

أذكر بنعمة الله علينا في هذه البلاد، فهذه البلاد تعيش في نعمة لا توجد في غيرها من البلاد الأخرى، فيجب أن نشكر لله هذه النعمة؛ لأنها إذا كفرت النعمة زالت، ولا نقول من قال تعالى عنهم: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ كُفۡرٗا وَأَحَلُّواْ قَوۡمَهُمۡ دَارَ ٱلۡبَوَارِ ٢٨جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ ٢٩ [إبراهيم: 28- 29]، هذه البلاد من الله عليها بدعوة إمام مصلح هو الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله منذ أكثر من مائتي سنة، دعا إلى توحيد الله، ودعا إلى اتباع الكتاب والسنة، وجعل الله البركة في دعوته بسبب أن الله قيض له أنصارا ساعدوه وقاموا بنشر دعوته ومؤزارته، وهم ولاة الأمور، من آل سعود ولاة أمور هذه البلاد من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلى وقتنا هذا، فهم يسيرون مع هذه الدعوة جنبا إلى جنب، العلماء يبينون والولاة يقتدون، وهذه البلاد تعيش تحت هذه الدعوة في أمن وأمان، وخير واطمئنان إلى أن وصلت لوقتنا هذا فأنعم الله على هذه البلاد بوفرة الأموال والأرزاق، واتباع الحق، وتحكيم الكتاب والسنة، وإذا التفتنا يمينا وشمالا إلى من حولنا فلا يخفى علينا ما يعيشونه من الانقسام والاختلاف والضياع والخوف والقلق.

فهل حصلنا ما حصلناه من النعمة بذكائنا وبأفكارنا؟ هل حصلناه بقواتنا؟ ما حصلناها إلا بهذا المنهج السليم الموحِّد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

هذه البلاد من ذلك الوقت إلى اليوم وهي جماعة واحدة، تحت طاعة ولاة أمورهم، وتوجيه علمائهم، وهم جماعة واحدة حاضرتهم وباديتهم، وأغنيائهم وفقرائهم، وملوكهم ورعيتهم كلهم جماعة واحدة ودينهم واحد،


الشرح