السؤال: بعض الناس يعيب على خطباء بعض الجوامع الدعاء
لولاة الأمر على المنبر، فما توجيه فضيلتكم حيال ذلك؟
الجواب: العيب فيمن يقول
ذلك، فالخطباء إذا دعوا لولاة الأمور فهم على السنة ولله الحمد، لأن الدعاء لولاة
الأمور من النصيحة لهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» ([1])، وأعظم النصيحة
الدعاء للمسلمين ولولاة أمورهم، والإمام أحمد رحمه الله كان يعذب من قبل الوالي،
ومع ذلك يروى عنه أنه يقول: «لو اعلم أن
لي دعوة مستجابة لتركتها للسلطان»، والمشهور أن هذا القول للفضيل بن عياض رحمه
الله، لأن السلطان إذا صلح أصلح الله به البلاد والعباد، فالدعاء لولاة الأمور أمر
طيب، ومن عمل المسلمين، وما زال المسلمون يدعون لولاة الأمور على المنابربالصلاح
والهداية، وهذا من نفع المسلمين، مما يدل على نصح هؤلاء الأئمة لولاتهم، ونصحهم
لأمتهم، قال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ
النَّصِيحَةُ» قلنا لمن؟ قال: «لله
وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» ([2])، ومن أعظم النصيحة
لهم الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة والهداية، وهذه سنة طيبة وعمل جيد، ولا ينكره
إلا جاهل أو مغرض يريد الفتنة بين الناس.
قال بعض السلف: «إذا رأيت الرجل لا يدعو للسلطان، فاتهمه».
يعني بمذهب الخوارج.
**********
([1]) أخرجه: مسلم رقم (55).
الصفحة 23 / 564