«مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي
الدِّينِ» ([1])، فمفهوم الحديث:
أن الذي لا يريد الله به خيرًا لا يفقهه في الدين، فمن يدعو إلى ترك تعلم العقيدة
فهو يمنع الناس من التفقه في الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهذا إما جهل وإما
تضليل.
السؤال: أنا طالب أدرس في
كلية الطب، وأدرس الآن علوم طب النساء والولادة، فهل يجوز لي الكشف على النساء
وحضور عمليات التوليد، وكذلك حضور المحاضرات خاصة أن أغلبها يلقيها طبيبات، وماذا
أفعل إذا كان التغيب عن هذه المحاضرات يعرضني لحرماني من دخول الامتحان، أفيدوني
وجزاكم الله خيرا؟
الجواب: مسألة مخالطة النساء والكشف على النساء فيه خطر على عرض الإنسان، وأنصح الطلاب أن يلتمسوا تخصصات بعيدة عن هذه الفتن، والتخصصات ولله الحمد كثيرة، ويتعلمون تخصصات مفيدة وليس فيها هذه الفتنة، وليترك تطبيب النساء للنساء، وتطبيب الرجال للرجال، نحن مسلمون ولله الحمد، فالواجب أن أمور النساء يتولاها طبيبات من النساء، وأن تتعلم النساء تطبيب النساء وتوليد النساء، ويتعلم الرجال طب الرجال وعلاج الرجال هذا هو الواجب، وعند الضرورة إذا وقعت امرأة في مرض مخيف، أو ولادة متعسرة ويخشى على حياتها وليس هناك إلا طبيب رجل فلا مانع من أنه يكشف عليها ويعالجها، فحالة الضرورة لها حكم، الله تعالى يقول: ﴿إِلَّا مَا ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَيۡهِۗ﴾ [الأنعام: 119]، ويقول: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ﴾ [الحج: 78]، فإذا وقعت امرأة في خطر وليس هناك من يقوم بعلاجها من هذا المرض الخطير إلا رجل، ولا يوجد امرأة متخصصة فلا مانع من ذلك بقدر الضرورة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (71)، ومسلم رقم (1037).