×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

إنما معناه أننا نريد معرفة العقيدة الصحيحة حتى نتمسك بها، ونعرف ما يضادها حتى نتجنبه، فالله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد: 19].

فلابد للإنسان أن يتعلم ولا يكتفي بكونه مسلما، أنت مسلم والحمد لله، ولكن هل يعرف ما هو الإسلام؟ وما نواقض الإسلام التي إذا جهلها فإنه يوشك أن يقع فيها وهو لا يدري، وهو مسلم ولا يعرف أركان الإسلام ومنها ما تركه يقتضي الكفر ومنها ما لا يقتضي الكفر، بل إن الكثير لا يعرف أركان الإيمان التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف شروط الصلاة ولا أحكام الوضوء، ولا يعرف نواقض الوضوء، ولا يعرف أركان الصلاة ولا واجبات الصلاة، وكذا لا يعرف مبطلات الصلاة، الإسلام ليس دعوى فقط، بل هو حقيقة ومعرفة، لا بد من المعرفة والعلم والبصيرة؛ لأن الذي لا يعلم يقع في الخطر وهو لا يدري، مثل الجاهل الذي يسير في طريق ولا يعرفه وفيه أعداء وفيه سباع فيقع في الخطر وهو لا يدري، فلابد من تعلم التوحيد؛ لأن التوحيد هو الأساس، ولا يزهد في تعلم التوحيد إلا أحد رجلين: إما جاهل، والجاهل لا عبره به، وإما مغرض مضل يريد أن يصرف الناس عن عقيدة التوحيد، ويريد أن يسدل الغطاء على عقائد المنحرفين، الذين ينتسبون إلى الإسلام، عقائدهم فاسدة فهو يريد أن يسدل الستار عليهم ليدخلوا على الناس وهم أصحاب عقائد فاسدة ومنحرفة.

نحن نقول: نتعلم عقيدتنا من أجل أن نعرف العقيدة الصحيحة، ونعرف الدين الصحيح، الله تعالى يقول: ﴿وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ [التوبة: 122]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:


الشرح