×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم معنى هذه الآية فخط خطا معتدلا، وخط على جانبيه خطوطا كثيرة، فقال عن الخط المعتدل: «هَذَا سَبِيلُ الله»، وقال عن الخطوط التي على جانبيه: «وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([1])، ولهذا أوجب الله علينا أن نقرأ في كل ركعة من صلاتنا: فريضة أو نافلة، سورة الفاتحة، وفيها: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧ [الفاتحة: 6- 7]، دعاء عظيم لو أننا انتبهنا إليه.

نسأل الله أن يهدينا هذا الصراط المستقيم؛ لأنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله سبحانه وتعالى، فندعوه أن يهدينا هداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق والالتزام لهذا الصراط المستقيم، وأن يجنبنا ما خالفه من طرق الضلال، طريق المغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق فلم يعملوا به، من اليهود وغيرهم من هذه الأمة، علماء الضلال الذين عرفوا الحق، ولكنهم لم يعملوا به واتبعوا أهواءهم، وما تمليه عليهم رغباتهم، وما تمليه عليهم شياطين الإنس والجن، أخذوا العلم وتركوا العمل، والعلم ثمرته العمل، فإذا لم يكن هناك عمل بالعلم فهو كالشجر الذي لا ثمر فيه، ولا فائدة منه، قال تعالى: ﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [الجُمُعَة: 5]، وندعوه أن يجنبنا طريق أهل الضلال، ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ [الفاتحة: 7]، وهم الذين يعبدون الله على جهل وضلال من أصحاب البدع والخرافات والمحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان كالنصارى وغيرهم،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (4142).