×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

من مبتدعة هذه الأمة وخرافييها، فهذا دعاء عظيم تدعو به ربك عز وجل، وأنت قائم تصلي في كل ركعة، مما يدلك على أهمية الأمر، وأن هناك خطرًا يتهدد هذه الأمة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الخطر وحدر منه، فقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ بني إسرائيل تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفَتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً»، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1]). فرقة واحدة هي التي على الصراط المستقيم، وهم من كانوا على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وتمسكوا بها وصبروا عليها وثبتوا عليها رغم الأعاصير والفتن والدعايات والتضليلات، ولم يبتغوا بها بديلاً، ولم يلتفتوا عنها يمينًا وشمالاً وإنما ساروا على هذا الخط المستقيم وتركوا الخطوط المخالفة التي تقود إلى الهلاك.

هذه الفرقة الناجية من النار؛ أهل السنة والجماعة، وبقية الفرق التي تفرقت متوعدة بالنار، فمنهم من يدخل النار لكفره؛ خالدا مخلدا فيها، ومنهم من يدخل النار لضلالته وبدعته، ولا يخلد فيها إذا كان عنده أصل الإيمان وأصل التوحيد، ولكنه متوعد بالنار.

وهذا خطر عظيم، مما يؤكد على المسلم أن يثبت على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وحينئذ لا بد أن يتعلم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من العلم والعمل ضمن العلم النافع؛ وإلا فكل يدعي أنه على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلابد أن تعلم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2641).