ثم التزام ذلك بصدق، ورغبة، وأعرض عما سواه وما خالفه، وذلك يحتاج إلى إيمان ويقين، ويحتاج إلى صبر وثبات، ومواجهة الابتلاء والامتحان الذي يتزايد ضغطه ومضايقاته كلما تقدم الزمان، فتكون هذه الفرقة الناجية في آخر الزمان عليها ضغوطات ومضايقات، ولكنها تصبر على الحق، ولو أصابها ما أصابها من المضايقات، قال صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الإِسْلاَمًُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ([1])، قالوا: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» ([2])، وفي رواية: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ» ([3])، وقال صلى الله عليه وسلم: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِيِنِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ» ([4])، و«خَبَطِ الشَّوْكِ» ([5])، لما يلقى من الأذى والمضايقات والضغوطات من أعداء الله ورسوله، من الكفار والمنافقين والمشركين والمرتدين، يلقى منهم ضغوطات وسخرية وتنقًا، بل يلقى تهديدا أو قتلاً أو ضربًا، فيصبر على ذلك؛ لأنه على الحق، ولا يكفي هذا منه بل يصلح ما أفسد الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلا، بعد أن يكون قد أصلح ما في نفسه.