×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 السؤال: في هذا الزمن، ومع كثرة الفتن إذا ذكرت إخواني بحقوق الحاكم، فإني أجد غربة شديدة، وأن غالب الناس يكرهوني، فما نصيحتكم لي؟

الجواب: بين الحق والصواب للناس وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الحكم ومع غيرهم، من قبلها فالحمد لله، ومن لم يقبلها فأنت ابرات ذمتك وأقمت الحجة عليهم، نحن لا نبحث عن رضا الناس مدحهم لنا، بل نبحث عن رضا الله تعالى، كما روت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عليه الناس» ([1]).

السؤال: هناك من يقول: إن المظاهرات على الحكام الكفار جائزة؛ لأن الكافر يجوز الخروج عليه، فما الرد؟

الجواب: المظاهرات ليست من هدي الإسلام وقد يترتب عليها سفك دماء وضياع أمن فهي لا تجوز، والقيام على الحكام الكفار لا يكون بالمظاهرات، بل يكون بالجهاد في سبيل الله، تحت راية مسلمة، تقودهم وتغزو بهم الكفار، مثل ما حصل من الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أنهم يغزون الكفار بجيوش تحت رايات منظمة، ويقاتلونهم، أما المظاهرات فإنها لا تأتي إلا بشر، وتكون سببا للفتنة ولا تنتج شيئًا، مثلما ترون الآن، لم تنتج هذه المظاهرات خيرًا، ولا تنتهي، من مظاهرة إلى مظاهرة ولا جدوى.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن حبان رقم (276).