ومن كان تحت سلطة الكفار ولا يستطع الهجرة إلى بلاد المسلمين فإنه يصبر مع
التمسك بدينه؛ كما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة قبل الهجرة.
السؤال: إذا قيل لبعضهم:
انظر كيف جنت المظاهرات على المسلمين سفك الدماء، يقول: لا بد من أضرار سلبية لأي
معركة؟
الجواب: هذه ليست معركة
جهاد في سبيل الله، هذه مظاهرة وفوضى، نعم يحصل في المعركة في سبيل الله استشهاد
وقتل ولكن تكون العاقبة للمسلمين، وأما هذه المظاهرات فليس فيها إلا سفك الدماء
وتخريب الممتلكات وضياع الأمن، ولا تنتهي إلى شيء.
السؤال: هل الإنكار على
الحاكم المسلم أمام الناس من المحرم بالإجماع، أم في المسألة خلاف حتى ولو اقتضت
المصلحة الإنكار عليه؟
الجواب: العبرة ليست بوجود الخلاف، بل العبرة بمن على الحق، فنحن نتبع من على الحق، فما دام الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالسمع والطاعة لولاة أمور المسلمين وإن جاروا وإن ظلموا فلنمتثل؛ لأن ذلك من ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما؛ لأن الخروج على الحكام يحصل به ضرر أعظم من الصبر على ما يحصل منهم من الجور والظلم، والأمور إذا كانت تفضي إلى ضرر أعظم فلا تجوز، قال تعالى: ﴿وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].