×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

قال صلى الله عليه وسلم: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أو ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أو ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً» ([1])، وفي رواية: «كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً»، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاََفًا كَثيِرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةُ» ([3])، وفي رواية: «وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّار» ([4])، هكذا أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نلزم ما كان عليه هو وأصحابه عند حصول الاختلاف، والافتراق؛ لأنه لا بد أن يقع، وقد وقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم.

فطريق النجاة هو التزام ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، هذه الفرقة هي الناجية من النار، وسائر الفرق كلها في النار كما في الحديث؛ ولذلك تسمى «الفرقة الناجية»، أهل السنة والجماعة، فهي الفرقة المتميزة عن غيرها باتباع الكتاب والسنة، وما عداها فهي فرق ضالة، وإن كانت تنتسب لهذه الأمة، وكان منهجها مخالفا لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا من كمال صحه صلى الله عليه وسلم، ومن كمال بيانه للناس.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4598).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2641).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).

([4])  أخرجه: النسائي رقم (1578).