فالطريق واضح ولله الحمد، اتباع الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة من
الصحابة والتابعين، واتباع التابعين إلى آخر القرون المفضلة: القرون الثلاثة أو
الأربعة كما قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ
قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»، قال
الراوي رضي الله عنه: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرتين أو ثلاثة،
وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلاَ
يُسْتَشْهَدُون وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ» ([1]).
فبعد القرون المفضلة
تحصل هذه الأمور، ولكن من سار على منهج القرون المفضلة ولو كان في آخر يوم من
الدنيا فإنه ينجو ويسلم من النار، والله جل وعلا قال: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ
تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].
فالله جل وعلا ضمن لمن اتبع من المهاجرين والأنصار -بإحسان- بهذا الشرط، بإحسان يعني بإتقان لا دعوى أو انتساب من غير تحقيق إما عن جهل، وإما عن هوى، فليس كل من انتسب إلى السلف يكون محقا، حتى يكون اتباعه بإحسان وهو شرط شرطه الله عز وجل، والإحسان يعني الإتقان والإتمام، وهذا يتطلب من الأتباع أن يدرسوا منهج السلف، وأن يعرفوه ليتمسكوا به، أما أن ينتسبوا إليهم وهم لا يعرفون منهجهم، ولا مذهبهم أو يعرفه ولا يسير عليه، فهذا لا يجدي شيئًا، ولا ينفع شيئًا، وليس هو سلفا فهؤلاء ليسوا سلفيين؛ لأنهم لم يتبعوا السلف بإحسان كما شرط الله جل وعلا، ولذلك نحن ولله الحمد في هذه البلاد في
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2651)، ومسلم رقم (2535).