مدارسها وجامعاتها، وفي مساجدها تدرس منهج السلف الصالح حتى نتبعهم بإحسان
لا بالدعوى والتسمي فقط، فكم من يدعي السلفية، ويدعي أنه على منهج السلف وهو على
خلاف ذلك، إما لجهله بمنهج السلف، وإما لهواه، فهو يعرف ولكنه يتبع هواه، ومن
سار على منهج السلف فإنه يحتاج إلى أمرين:
الأمر الأول: معرفة منهج السلف.
الأمر الثاني: التمسك به مهما
كلفه ذلك؛ لأنه سيلقى من المخالفين أذى، وتعنتا، واتهامات، ويلقى ما يلقى من
الألقاب السيئة، ولكن يصبر على ذلك؛ لأنه مقتنع بما هو عليه، فلا تهزه الأعاصير،
ولا تغيره الفتن، فيصبر على ذلك إلى أن يلقي ربه.
فيتعلم منهج السلف
أولا، ثم يتبعه بإحسان ثانيا، ثم يصبر على ما يلقى من الناس ثالثا، ولا يكفي هذا،
بل لا بد أن يدعو إلى الله وأن ينشر مذهب السلف، ويبينه للناس، ولذلك مناهجنا
الدراسية على منهج السلف ودعوتنا إلى منهج السلف.
هذا هو السلفي
حقيقة، وأما من يدعي السلفية وهو لا يعرف منهج السلف أو لا يتبعه وإنما يتبع ما
عليه الناس، أو يتبع ما يوافق هواه، أو لا يصبر على الفتن، ويجامل في دينه، ويداهن
في دينه، ويتنازل عن شيء من منهج السلف، فهذا ليس سلفا وإن تسمى بالسلفية.
فليست العبرة بالدعوى، وإنما العبرة بالحقيقة، وهذا يستدعي منا الاهتمام بمعرفة منهج السلف، ودراسة منهج السلف في العقيدة، وفي الأخلاق، وفي العمل، وفي جميع مجالات منهج السلف، فهو المنهج الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه صحابته من المهاجرين والأنصار،