×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 فلو أن المسلمين استعملوا الصلح دائمًا وتدخلوا في كل النزاعات وأصلحوها لامتثلوا قوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [الأنفال: 1].

وأسال الله سبحانه وتعالى أن يصلح قلوبنا وقلوبكم، وقلوب المسلمين، وأن يجعلنا وإياكم من المصلحين، فالله جل وعلا قال: ﴿وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُصۡلِحِينَ [الأعراف: 170].

النوع السابع: ومن الإصلاح -بل من أعظم الإصلاح-: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بأن يصلح المجتمع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، فيجب علينا أن نسعى بالإصلاح دائمًا وأبدا وأن نحذر من جند الشيطان من المنافقين وأصحاب الأغراض السيئة، خصوصا اليوم لما وجدت هذه الوسائل الشيطانية التي حرض على الشر، تحرض المسلمين بعضهم على بعض، فيجب علينا أن نسعى بالإصلاح، وأن ننهى عن تصديق هذه الشائعات وعن تصديق هذه الأراجيف والأكاذيب، ولا نروجها، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أنواع الإصلاح، فالله جل وعلا قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ [الحُجُرات: 6].

والفسقة اليوم يصدحون ويصرحون في هذه الوسائل المنتشرة بين الناس بالشر والتفريق بين المسلمين والتحريض بعضهم على بعض، تحريض الشعوب على ولاتها، وتحريض المسلمين بعضهم مع بعض، تحريض الأخ ضد أخيه، وهكذا.


الشرح