وثناء الله عليهم، وثناء
الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم، حتى قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ
أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ
نَصِيفَهُ» ([1]).
والصحابة: جمع صحابي، والصحابي
هو: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنَّا به، ومات على ذلك، هذا هو تعريف
الصحابي.
والصحابة كلهم
يشتركون في فضل الصُحبة التي لا يساويهم فيها أحد من الأمة، ولكنهم يتفاضلون فيما
بينهم، وأفضلهم الخلفاء الراشدون، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم هم يتفاضلون
بعد ذلك، فالله فضل بعضهم على بعض بما فعلوه وبما قدموا للإسلام والمسلمين.
فضل الخلفاء
الراشدين رضي الله عنهم:
والخلفاء الراشدون هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم، والنبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليهم خصوصا بقوله صلى الله عليه وسلم: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وسُنَّة الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» ([2])، «وُكُل ضَلاَلَة فِي النَّار» ([3])، فهؤلاء هم الخلفاء الراشدون، أفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، على هذا أجمع المسلمون بهذا الترتيب في الفضيلة، وإن كان حصل خلاف في علي وعثمان أيهما أفضل، ولكن الراجح أن عثمان أفضل لأمور كثيرة، وأما في الخلافة فلا شك أنهم على هذا الترتيب: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3673)، ومسلم رقم (2540).