يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة فهو أضل من حمار أهله»، لأن
المسلمين أجمعوا على ترتيبهم في الخلافة، فلا أحد يشك في هذا الترتيب الذي أجمع
عليه الصحابة ومن بعدهم من هذه الأمة.
الخليفة الراشد
عثمان بن عفان رضي الله عنه:
عثمان رضي الله عنه
هو: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، القرشي الأموي
رضي الله عنه وأرضاه، فهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، فقد أسلم قديما وهاجر
الهجرتين:
1- الهجرة إلى
الحبشة، وذلك لما ضايقهم المشركون في مكة، فأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم
بالهجرة إلى الحبشة فرارا بدينهم عند النجاشي ملك الحبشة، وكان رجلا لا يظلم أحد
عنده، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، فهاجروا بزوجاتهم وأهليهم إلى الحبشة
فرارًا بدينهم.
2- ثم هاجر رضي الله
عنه مع المهاجرين الهجرة الثانية إلى المدينة النبوية، وتزوج بنتي الرسول صلى الله
عليه وسلم: رقية وأم كلثوم، كلتاهما توفيتا معه، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «فَلَوْ كَانَ عِنْدِي ثَالِثَةٌ
زَوَّجْتُهَا إِيَّاهُ» ([1])؛ ولهذا يسمى «ذا النورين»؛ لأنه تزوج بنتي الرسول صلى
الله عليه وسلم.
ومن فضائله رضي الله عنه: أنه جهز جيش العسرة في غزوة تبوك، لما احتاج المسلمون إلى من يجهزهم للغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه رضي الله عنه جهز ثلاثمائة بعير بما يلزمها من عتاد وغير ذلك من ماله الخاص، وأتى بألف دينار من الذهب ووضعها في يدي النبي صلى عليه وسلم، لهذه الغزوة، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ» ([2]).
([1]) أخرجه: أبي نعيم في معرفة الصحابة رقم (5228).