لكن في الجملة هم جاهدوا
ونشروا الإسلام وفتحوا الفتوح وحافظوا على الدولة الإسلامية، وحصل على أيديهم
الخير الكثير، وأما معاوية فهو صحابي جليل له قدره ومكانته؛ فهو من الصحابة الذين
قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: «لاَ
تَسُبُّوا أَصْحَابِي» ([1])، لا أحد يختلف بأن
معاوية صحابي جليل، فلا يجوز سبه أو تنقصه. هذا من ناحية.
الناحية الثانية: أنه ما عرف من
أعمال معاوية إلا الخير وجمع الكلمة، والقيام في وجه الفرق الضالة، وسد الطريق عليهم؛
ولذلك سمي عام بيعته عام الجماعة؛ لأن الله جمع به بين المسلمين وسد به الطريق على
أهل الشر والضلال، وساس المسلمين سياسة عادلة حكيمة رضي الله عنه، ولا عرف سبه إلا
عن الشيعة أو من يقلدهم.
والحسن له فضل عظيم
فهو والحسين سيدا شباب أهل الجنة، والحسن هو الذي تنازل لمعاوية بالخلافة، وعد هذا
من فضائله، والذي أثنى عليه في هذا الموقف هو الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ
اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»
([2])، وقد تحقق هذا في
تنازله لمعاوية رضي الله عنهما.
السؤال: أحد الدعاة يقول:
من رفع السلاح على ولي الأمر فلا يجوز له أن يقاتله حتى يحاوره، فهل هذا من منهج
أهل السنة والجماعة؟
الجواب: لا يجوز حمل السلاح على ولي أمر المسلمين، هذا شأن الخوارج، هم الذين يحملون السلاح على ولاة أمور المسلمين،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3673)، ومسلم رقم (2540).