الأسئلة
**********
السؤال: هناك من يرى أن بعض
الكتب في العقيدة ليست بحاجة إلى الشرح؛ فهي مفهومة ومعلومة لدى الناس، كالثلاثة
الأصول، والقواعد الأربع، ويرى أن الناس بحاجة أمس إلى شرح أمهات الكتب، فما رأي
فضيلتكم؟
الجواب: ما داموا يدعون أنهم يعرفون «الثلاثة أصول»، فإننا نطلب من أحدهم شرحها!، فلن تجد عنده شيئًا، فكيف يدعي شيئًا وهو لا يعرفه، أما أمهات الكتب فهي مفيدة، لكن العلم لا يؤخذ مرة واحدة بل يؤخذ شيئًا فشيئًا، فلا ننظر في أمهات الكتب ونترك المبادئ والمختصرات؛ لأن المبادئ والمختصرات أبواب للعلم، ﴿وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ﴾ [البقرة: 189]، فالبيت لا يُدخل إلا من بابه، كذلك العلم لا يدخل إلا من بابه، وهي هذه المختصرات، فالله جل وعلا يقول: ﴿وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ﴾ [آل عمران: 79]، والربانيون هم الذين يعلمون الطلاب صغائر العلم قبل كباره، فيتدرجون في المعرفة شيئًا فشيئًا، كالطفل الصغير حديث الولادة يتدرج أبواه في تغذيته شيئًا فشيئًا حتى يكبر وينمو، كذلك طالب العلم لا يعطي العلم جميعًا دفعة واحدة، بل يتم تعليمه على مراحل متتابعة، فيترقى في مراتب العلم، ولذلك جعلت الدراسة على مراحل كل مرحلة لها مقررات مناسبة. فهذه المختصرات هي التي كونت العلماء، ونحن أخذنا عنهم، وهم درسوها على من كان قبلهم،