المحاضرة السبعون
وجوب نصرة
الرسول صلى الله عليه وسلم
**********
بسم الله الرحمن الرحيم ([1])
الحمد لله رب
العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم على عبده
ورسوله النبي الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فالموضوع وجوب نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن الله ما بعث نبيًا إلا ناصبه من يناصبه العداء من الخلق ابتلاءً وامتحانًا، كما قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ١١٢وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفِۡٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ ١١٣﴾ [الأنعام: 112- 113]، وقال جل وعلا: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا﴾ [الفرقان: 31]، فما من نبي بعثه الله إلا ويكون في طريقه من الأعداء من ينصب له المكايد، ولكن الرسل -عليهم الصلاة والسلام- يصبرون على مكايد أعدائهم، ويقومون بإبطالها، ولا شك أن الباطل زهوق كما قال جل وعلا: ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا﴾ [الإسراء: 81] وقال جل وعلا: ﴿بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ﴾ [الأنبياء: 18].
الصفحة 1 / 564