×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

فإذا كانت هناك قرينة واضحة على أنه كذاب وأنه جاحد، فلا بأس أن يُتخذ معه شيء من التعذيب حتى يعترف بالحق.

السؤال: هناك من يقول بجواز المظاهرات، هل يحذر منه أم هي مسألة اجتهادية؟

الجواب: المظاهرات لا تجوز بحال من الأحوال، أنتم رأيتم المظاهرات بأعينكم ورأيتم ماذا جرت، وماذا دمرت من البلاد، وماذا قتلت من النفوس، ويتمت من الأطفال، وأرملت من النساء، وماذا شردت من الأسر، فالمظاهرات لا تجوز، والعلاج ليس بالمظاهرات، وإنما العلاج بالطرق الشرعية الكفيلة بحصول المقصود، وهذا يكون بمشورة العلماء وأهل الرأي، لا يكون عن طريق العامة والغوغاء.

السؤال: قرأت للعلامة ابن القيم عبارة له في كتاب «الطرق الحكمية» وأرجو من شيخنا شرحها، وهي: «ومن دقيق الفطنة أنك لا ترد على المطاع خطأه بين الملأ، فتحمله رتبته على نصرة الخطأ، وذلك خطأ ثانٍ، ولكن تلطف في إعلامه به، حيث لا يشعر به غيره».

الجواب: بلا شك أن مخاطبة الناس على قدر منازلهم، فلا يخاطب العالم خطاب الجاهل، ولا يخاطب الجاهل خطاب العالم، ولا يخاطب الفرد مخاطبة الملوك، ولا يخاطب الملوك مخاطبة الأفراد، فكل يخاطب بحسب ما يليق به؛ لأن هذا ادعى الحصول المقصود، الله جل وعلا قال لموسى وهارون وقد أرسلهما الفرعون الطاغية الذي أدعي الربوبية، قال: ﴿ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ ٤٣فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ ٤٤ [طه: 43، 44]، وقال موسى عليه السلام لفرعون: ﴿فَقُلۡ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ ١٨وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ ١٩ [النازعات: 18، 19]،


الشرح