فإن لم يكن هذا شركا فما هو الشرك؟ وكون بعض الناس يعجبون بهذه القصيدة هذا
ليس بغريب، فكثير من الناس يرغبون الباطل، قال تعالى: ﴿وَإِن
تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ﴾ [الأنعام: 116]،
وقال: ﴿وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ
وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ﴾ [يوسف: 103].
السؤال: ما حكم الاحتفال
بالمولد النبوي؟
الجواب: الاحتفال بالمولد النبوي بدعة؛ لأنه محدث، ما حدثت إلا بعد القرون المفضلة، فلم يفعله الرسول ولا الصحابة ولا فعله التابعون ولا فعلته القرون المفضلة، وإنما جاء مع الشيعة الفاطمية لما استولوا على مصر جاءت معهم البدع من عبادة القبور، والموالد وغير ذلك، فهو بدعة ولا يجوز العمل به، ولا إقامته، والذي يحب يتبع الرسول، وهو يقول: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، الرسول صلى الله عليه وسلم ينهاك عن الإحداث وأنت تأخذ بالمحدث وتعمل به؛ هذه معصية للرسول، وليست محبة للرسول، فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تقتضي طاعته صلى الله عليه وسلم، والتمسك بسنته، قال صلى الله عليه وسلم: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2697).