×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وكذلك سائر المعبودات تتبرأ ممن عبدها: ﴿إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ ١٦٦وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ ١٦٧ [البقرة: 166- 167]، يتمنون أن يرجعوا إلى الدنيا ليتبرءوا من هذه الأصنام والمعبودات، لكن أين؟! ﴿كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ [البقرة: 167] نعوذ بالله من الخزي والعار.

·       فذَكَر الله أربعة أشياء تدل على بطلان الشرك:

الأول: أن هذه المعبودات لا تملك شيئًا.

الثاني: أنها لا تستجيب لمن ناداها ودعاها.

الثالث: أنها لو سمعت ما قدرت على إجابة الداعي.

الرابع: أنها يوم القيامة تجحد عبادة مَن عبدها عند الحاجة إليها.

فبَطَلت عبادتها من هذه الوجوه الأربعة.

هذا مصير هؤلاء المشركين يوم القيامة، يُخبر الله عز وجل بما يكون إليه الأمر يوم القيامة؛ من أجل أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا رحمة منه بعباده؛ ولهذا قال: ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ لا ينبئك ويخبرك عن الأشياء مثل خبير بها، وهو الله سبحانه وتعالى، هو الذي يعلم الأشياء وعواقبها، ويعلم المآل والمصير، وهو يخبركم أيها الناس بأن مَن عَبَد غير الله فإنه سيتبرأ منه يوم القيامة، فخذوا حِذركم.

أما الجاهل فإنه لا يستطيع أن يخبرك عن شيء، ولو أخبرك فإِنَّ خبره يكون غير صحيح.


الشرح