أما الله عز وجل فإذا أخبر بخبر فإنه يكون واقعًا لا بد منه. وكذلك رُسله؛
لأنهم يخبرون عن الله سبحانه وتعالى.
أما هؤلاء المشعوذون والصوفية والمخرفون الذين يَدْعُون الناس إلى عبادة
الأضرحة والمقامات، ويقولون: هذه فيها بركة، وفيها... وفيها!! فهؤلاء كَذَبة، فلا
تصدقوهم؛ فهم يعارضون قول الله عز وجل: ﴿وَلَا
يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ﴾ والله أخبرنا أنها لا تملك، وأنها لا تسمع، وأنها لو
سمعت ما استجابت، وأنها يوم القيامة تتبرأ ممن عبدها. والمشركون عارضوا هذا كله،
ووصفوا معبوداتهم بأنها تملك ما يُطلب منها، وأنها تسمع مَن دعاها، وأنها تجيبه،
وأنها يوم القيامة تنقذه من العذاب! وهذه مخالفة لكلام الله وتكذيب لخبر الله
سبحانه وتعالى.
يا سبحان الله!! إذا قال الشيطان أو المضلل أو دعاة السوء من بني آدم: إن
هذه الأضرحة تنفع وتضر! والله عز وجل يخبرهم أنها لا تنفع ولا تضر! فيصدقون هؤلاء
الدجالين، ويُكذبون الله رب العالمين!
هذا هو واقع عُبَّاد الأضرحة، يُكذبون الله عز وجل وإن لم يصرحوا بذلك، لكن
فِعلهم يدل على هذا!
فلو سُئِل أحدهم عن معبوداتهم لقال: هي تنفع وتضر، وفلان استغاث بها
فأغاثته، وفلان دعاها فأجابته!! وهو بكلامه هذا يُكذب قول الله عز وجل: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا
يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ﴾.