×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

باب قول الله عز وجل: ﴿أَيُشۡرِكُونَ مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ ١٩١وَلَا يَسۡتَطِيعُونَ لَهُمۡ نَصۡرٗا وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ ١٩٢ [الأعراف: 191- 192].

**********

قوله: باب قول الله عز وجل: ﴿أَيُشۡرِكُونَ مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ ١٩١وَلَايَسۡتَطِيعُونَ لَهُمۡ نَصۡرٗا وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ ١٩٢ وهذا مما احتج به عز وجل على المشركين، لَمَّا وقع منهم من اتخاذ الشفعاء والشركاء في العبادة؛ لأنهم مخلوقون، فلا يصح أن يكونوا هم شركاء لمن هم خَلْقه وعبيده، وأخبر أنهم مع ذلك، ﴿وَلَايَسۡتَطِيعُونَ لَهُمۡ نَصۡرٗا أي: لمن سألهم النصرة ﴿وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ.

فإذا كان المدعوُّ لا يَقْدِر أن ينصر نفسه فلأَنْ لا ينصر غيره من باب الأَوْلى! فبَطَل تعلق المشرك بغير الله بهذين الدليلين العظيمين، وهو: كونهم عبيدًا لمن خلقهم لعبادته، والعبد لا يكون معبودًا.

الدليل الثاني: أنه لا قدرة لهم على نفع أنفسهم، فكيف يُرجى منهم أن ينفعوا غيرهم؟!

فتَدَبَّرْ هذه الآية وأمثالها في القرآن العظيم.

**********

في الأبواب السابقة بَيَّن الشيخ رحمه الله بعض أنواع الشرك، وفي هذا الباب أورد أدلة يريد بسياقها بيان بطلان الشرك.

فقوله عز وجل: ﴿أَيُشۡرِكُونَ مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ هذا استفهام معناه الإنكار، يعني: الذين يَدْعُون اللات والعُزى ومناة والأصنام، والأولياء


الشرح