والصالحين، وكل من أشرك
بالله عز وجل أيًّا كان معبوده، صنمًا أو شجرًا أو حجرًا، أو وليًّا من الأولياء،
أو مَلَكًا من الملائكة، أو نبيًّا من الأنبياء، أو صالحًا من الصالحين - كلهم
يتصفون بهذه الصفة: ﴿لَا يَخۡلُقُ شَيۡٔٗا
وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ﴾.
فإذا كانوا لا يخلقون شيئًا، فكيف يُدْعَون من دون الله عز وجل ؟!
لأن العبادة إنما تكون للخالق سبحانه وتعالى، ولا تكون للمخلوق الذي لا
يستطيع أن يخلق شيئًا.
وهذا باعترافهم، هم يعترفون أنها لا تخلق شيئًا، ولا يستطيعون أن يقولوا:
إنها تخلق. لأن الواقع يُكذِّبهم.
وقد تحدَّاهم الله عز وجل بقوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ
وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ
وَٱلۡمَطۡلُوبُ﴾ [الحج: 73].
لأن الله سبحانه وتعالى يعلم الغيب، يعلم ما كان وما يكون، فمهما بلغوا من
الاختراع والتقدم العلمي - كما يقولون - فلن يستطيعوا أبدًا في المستقبل أن يخلقوا
أقل شيء وهو الذباب!!
الذين يصنعون الطائرات والنفاثات، ويغزون الفضاء - كما يقولون - لا
يستطيعون أن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له، لو جُمعت جميع المهرة والصناع
والمهندسين والخبراء في العالم، كلهم من أولهم إلى آخرهم، لو اجتمعوا لن يخلقوا
ذبابًا؛ لأن الخلق من خصائص الله سبحانه وتعالى، فلا أحد يستطيع أن يخلق أبدًا.