×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فقوله: ﴿وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ أي: غير الله سبحانه وتعالى. وهذا يشمل كل ما عُبِد من دون الله. لأن الاسم الموصول من صيغ العموم، فيشمل كل ما عُبِد من دون الله؛ من آدميين، أو أحجار، أو أشجار، أو ملائكة... أو غير ذلك ﴿مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ و«القِطْمِير»: الغشاء الرقيق الذي يكون على النواة، وهو شيء حقير. ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ؛ لأنهم عالَم غائب لا يسمع مَن دعاه، إما جمادات وإما أموات وإما غائبون، هذه معبودات المشركين، يعبدون الملائكة وهم عالَم من عالَم الغيب، لا يَشفونهم، ولا هم حاضرون عندهم، أو حجارة وهي أصنام وبنايات وأضرحة لا تسمع، أو أموات رميم في قبورهم لا يسمعون مَن دعاهم.

·       فيُشترط في المدعوِّ ثلاثة شروط:

الأول: أن يكون مالكًا لِما يُطلب منه.

الثاني: أن يسمع الداعي.

الثالث: أن يَقدر على الإجابة.

وهذه الأمور لا تتفق إلاَّ في الله سبحانه وتعالى، فإنه المالك، السميع، القادر على الإجابة.

ففي قوله عز وجل: ﴿مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ انتفى الشرط الأول.

وفي قوله: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ انتفى الشرط الثاني.

وفي قوله: ﴿وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ انتفى الشرط الثالث.

فإذا كان المدعو لا يستجيب، فدعاؤه عبث لا فائدة منه.


الشرح