والواجب على المسلمين أن يتنبهوا لهذا، وأن يَحذروا هؤلاء المشعوذين
والدجالين الذين يُفسدون عقائد الناس، ويأكلون أموالهم بالباطل.
الفائدة السادسة: ذَكَرها الشيخ رحمه الله في قوله: «قَبول النفوس للباطل، كيف يتعلقون بواحدة،
ولا يعتبرون بمِائة؟!» بحيث تُقبل مائة كذبة بسبب كلمة واحدة من الحق، فالنفوس
تقبل بالباطل، حيث إنها تَقبل مِائة كذبة بسبب كلمة واحدة من الحق.
وهذا فيه التحذير من لَبْس الحق بالباطل، وأن لا نغتر بمن يُلَبِّس علينا،
حيث يأتي لنا بأشياء من الحق، ويُدخل تحتها كثيرًا من الباطل والخداع! والواجب على
المؤمن أن يكون كَيِّسًا فَطِنًا؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ» ([1])ويقول صلى الله عليه
وسلم: «لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ
جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» ([2]).
فالمؤمن لا يتسرع إلى قَبول الأقوال أو المذاهب أو المناهج حتى يفحصها تمامًا. وكيف يفحصها؟ يعرضها على الكتاب والسُّنة إن كان يَعرف، وإن كان لا يَعرف يسأل عنها أهل العلم وأهل البصيرة، حتى يميزوا له الصحيح من السقيم.
([1]) أخرجه: القُضَاعي في مسند الشهاب رقم (128)، وأبو الشيخ في أمثال الحديث رقم (258).