«مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ
تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» ([1])، وفي الحديث
الآخَر: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ
عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى
مُحَمَّدٍ» ([2]).
فهذا فيه بطلان السحر والكَِهانة، وأنه لا يجوز تصديق السحرة ولا تصديق
الكُهان، ولا الذَّهاب إليهم!
لكن في وقتنا الحاضر: السحرة والكهان خرجوا على الناس باسم أطباء ومعالجين، وفتحوا محلات، يعالجون فيها المرضى بالسحر والكِهَانة، لكن لا يقولون: «هذا سحر»، ولا يقولون: «هذا كَِهانة»، بل يُظهرون أنهم يعالجون الناس بأمور مباحة، ويذكرون الله عند الناس، وقد يقرءون شيئًا من القرآن من أجل التلبيس! ولكن في الخفاء يقول للمريض: اذبح شاة على صفة كذا وكذا، ولا تأكل منها. خذ من دمها واعمل كذا وكذا. أو: اذبح ديكًا أو دجاجة...! يصفه بأوصاف، ويقول له: ولا تذكر اسم الله عليه. أو يسأله عن اسم أمه واسم أبيه، أو يأخذ ثوبه وطاقيته من أجل أن يسأل عملاءه من الشياطين؛ لأن الشياطين يخبر بعضهم بعضًا. ثم يقول الساحر أو الكاهن: فلان هو الذي سحرك! وهذا كله تدجيل.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2230).