مَن هم في القوة والمكانة
عند الله والقرب من الله، إذا بَطَلت عبادتهم والتعلق عليهم وطلب الحوائج منهم،
فلَأَنْ يَبطل ذلك في حق غيرهم من باب أَوْلى!
فالذين يتعلقون على القبور وعلى الأضرحة وعلى الأشجار والأحجار، ويتبركون
بها - كل هذا باطل؛ لأن هذه مخلوقات مسخرة ليس لها من الأمر شيء، إنما التعلق يكون
بالله عز وجل، والتوكل على الله وحده.
والملائكة مفتقرون إلى الله، وكل المخلوقات مفتقرة إلى الله سبحانه وتعالى،
وهو الغني الحميد. أما غيره فهم فقراء إليه سبحانه وتعالى.
الفائدة الرابعة: في الحديث إثبات استراق السمع، وأن الشياطين قد
يسترقون السمع، وهذا كان في الجاهلية كثيرًا، فلما بُعِث النبي صلى الله عليه وسلم
حُرست السماء بالشهب، وقَلَّ استراق السمع.
وقد حكى الله عز وجل في القرآن العظيم ما قاله بعضهم لبعض: ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ
مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ﴾ يعني: هذا في الجاهلية، ﴿فَمَن
يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ﴾ يعني: بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا
مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا ٩وَأَنَّا
لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا
١٠﴾ [الجن: 9- 10].
الفائدة الخامسة: فيه بطلان السحر والكَِهانة، وأن مصدرهما واحد، وهو
التلقي عن الشياطين، فلا يُقبل السحر ولا خبر الساحر، ولا تُقبل الكَِهانة ولا خبر
الكاهن؛ لأن مصدرهما باطل، وقد جاء في الحديث: