فلا يُفسَّر القرآن بغير
هذه الوجوه - إما بالقرآن، وإما بالسُّنة، وإما بقول الصحابي، وإما بلغة العرب
التي نزل بها - أما أن يُفسَّر بغير هذه الطرق فهذا باطل لا يجوز؛ لأنه قول على
الله بلا علم.
فالذين يفسرون القرآن بالنظريات الحديثة، أو ما يسمونه بالعلم الحديث، فهذا
خطأ، وهو قول على الله بلا علم. والنظريات هذه عمل بشر، تَصْدُق وتَكذب، وكثير
منها يَكذب. وغالبًا ما تأتي نظرية أخرى تُبطل هذه النظرية السابقة، مثل: ما عند
الأطباء، ومثل: ما عند الفلاسفة؛ لأنه عمل بشر.
فالنظريات الحديثة لا يُفسَّر بها كلام رب العالمين، ولا يقال: «هذا من الإعجاز العلمي» كما يسمونه،
وهذا ليس بإعجاز علمي أبدًا. وينبغي أن يصان كلام الله عن نظريات وأقوال البشر؛
لأن هذه النظريات تضطرب ويُكذب بعضها بعضًا، فهل يُفسَّر كلام ربنا بنظريات
مضطربة؟!
الفائدة الثانية: إثبات صفات الله سبحانه وتعالى، فقد أثبت في هذا
الحديث علو الله على خلقه، وأنه في السماء سبحانه وتعالى، وأثبت أن الله يتكلم
بكلام يُسْمَع، تسمعه الملائكة وترتعد عند سماعه.
الفائدة الثالثة: - وهي التي عَقَد المصنف رحمه الله هذا الباب من أجلها
- بطلان التعلق على الملائكة، عَكْس ما كان عليه أهل الجاهلية من عبادة الملائكة،
واعتقاد أنهم بنات الله - تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا - ففي هذا بطلان
الشرك؛ لأنه إذا بَطَلت عبادة الملائكة، وهم