×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فالحاصل: أن هذا حديث عظيم، فيه فوائد عظيمة:

الفائدة الأولى: فيه أن السُّنة النبوية تفسر القرآن، فهذا الحديث فَسَّر هذه الآية: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ ففيه رَدٌّ على الطائفة الخبيثة التي تريد رفض السُّنة والاقتصار على القرآن! وإذا اقتصرنا على القرآن فمن أين نفسر القرآن؟!

·       القرآن يُفَسَّر بأحد أربعة أمور:

أولاً: يُفسَّر القرآن بالقرآن.

ثانيًا: إذا لم يكن في القرآن ما يُفَسِّر القرآن، يُفسَّر بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا: إذا لم يكن في السُّنة ما يفسر القرآن، يُفسَّر بأقوال الصحابة رضي الله عنهم؛ لأنهم تلاميذ الرسول صلى الله عليه وسلم، وعنه تعلموا وتَلَقَّوا العلم، فهم أدرى الناس بسُنته صلى الله عليه وسلم.

رابعًا: إذا لم يكن هناك تفسير من الصحابة رضي الله عنهم، يُفَسَّر بمقتضى لغة العرب التي نزل بها، يُنظر إلى معنى الكلمة في لغة العرب، ويُفَسَّر بلغة العرب التي نزل بها.

واختَلف أهل العلم في قول التابعي: هل يُفسَّر به القرآن أو لا؟

فمنهم مَن يرى ذلك، فيكون وجهًا خامسًا؛ لأن التابعي تتلمذ على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فله ميزة على غيره ممن تتلمذ على غير الصحابة.


الشرح