الرابع: إذا كان لا مِلك له وليس شريكًا للمالك ولا معاونًا له، فلا أقل من أن
يكون واسطة، والله عز وجل لا يتوسط أحد عنده إلاَّ بإذنه له، هو الذي يملك
الشفاعة: ﴿قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ
جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [الزمر: 44].
فهو سبحانه ليس مثل المخلوقين، يشفع الشفعاء عندهم، ويتوسطون بدون إذنهم
ولو ما رَضُوا، يأتون عندهم ويفرضون عليهم قَبول الشفاعة، ويضطر المَلِك أو الرئيس
إلى قَبول الشفاعة من أجل تأليف الناس؛ لئلا يختلفوا عليه. أما الله عز وجل فلا
تنفع الشفاعة عنده إلاَّ بإذنه، فلا تُطلب من الملائكة ولا من الرسل إلاَّ بإذن
الله سبحانه وتعالى.
فالذين يطلبون الشفاعة من الأموات والأصنام والأشجار والأحجار، ويعبدون من
دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم، ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله!! هذا كلام
باطل، فالله سبحانه لم يأذن لهذه الأصنام ولا لهذه المعبودات في الشفاعة.